وزير الدفاع في طهران.. الرياض حريصة على تطوير العلاقات الثنائية في ضوء اتفاق "بكين"

وتأتي هذه الزيارة تتويجًا لمسار طويل من الجهود الدبلوماسية التي تُوجت باتفاق بكين الموقع في مارس 2023، والذي أُعلن بموجبه عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بعد قطيعة دامت أكثر من سبع سنوات.
وتندرج زيارة وزير الدفاع ضمن هذا الإطار العام، حيث تهدف إلى تعزيز التفاهمات الثنائية، ورفع مستوى التنسيق بين البلدين في مجالات متعددة، لا سيما في ما يتعلق بالشؤون الدفاعية والأمنية.
وتأتي تلك الزيارة في إطار التباحث حول مستجدات الأحداث في المنطقة، وتبادل وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية، إضافة إلى مناقشة أبرز الملفات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع الأمنية في الخليج العربي، والملف النووي الإيراني، ومستقبل الاستقرار في المنطقة.
وتُعدّ هذه الزيارة ذات دلالات استراتيجية، ولا سيما أنها تأتي في توقيت دقيق تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة، من بينها المفاوضات النووية المرتقبة بين إيران والدول الغربية، والجهود الإقليمية لخفض التوتر في عدد من بؤر الصراع، وهو ما يعكس رغبة المملكة في لعب دور محوري كجسر تواصل بين أطراف متعددة، وإسهامها في تثبيت دعائم الأمن الإقليمي.
كما تأتي الزيارة استكمالًا للزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، حيث كان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية قد زار طهران سابقًا، كما جرى تنظيم مناورات بحرية مشتركة في بحر العرب، في مؤشر على تقدم ملحوظ في مستوى التعاون العسكري بين الجانبين.
وتعكس زيارة وزير الدفاع حرص القيادة السعودية على تفعيل أدوات الدبلوماسية الدفاعية، والعمل المشترك من أجل تحقيق مصالح البلدين، وترسيخ الأمن والسلام في المنطقة عبر الحوار والتفاهم.