بيت محصّن ومرابط خيل وآبار.. "قلعة جزر فرسان".. إرث تاريخي ونقطة جذب للسياح
وتبعد قلعة جزر فرسان عن مدينة جازان نحو 50 كيلومترًا داخل البحر الأحمر؛ حيث تعد موقع جذب سياحي لعشاق الطبيعة الساحرة والتراث الإنساني العريق، وتجسد القلعة التي يعود بناؤها إلى سنة 1250هـ وتبلغ مساحتها نحو 500 متر مربع، وعلى ارتفاع 10 أمتار عن سطح البحر، إرثًا حضاريًّا، وتراثًا عمرانيًّا لأهالي فرسان، ونقطة جذب رائعة للزوار والسياح وعشاق التاريخ والهندسة المعمارية القديمة.
وتم بناء القلعة من الحجارة غير المهذبة والمغطاة بالجص من الخارج والداخل، وتُقَدر سماكة جدرانها بـ65 سم، والسقف المسطح مصنوع من جريد النخيل الموضوع على أعمدة، مغطى بأوراق النخيل، وتتألف من مبنى مستطيل الشكل يبلغ طول ضلعها الجنوبي 17.7م، ويبلغ طول ضلعها الجنوبي 12.85م.
كما تتضمن بيتًا محصنًا مكونًا من العديد من البوابات ومرابط الخيل والحصون والآبار، بالإضافة إلى عدد من المستودعات، ويوجد بها مكان للسكن يتسع لـ30 شخصًا، وتتميز جدرانه الخارجية بوجود فتحات مائلة، كما أنها تتسع من الداخل وتضيق من الخارج.
وتتميز القلعة داخليًّا بساحة وغرفتين في الجهة الشرقية، وتتميز الغرفة الأولى بصِغَر مساحتها وبسقفها الخشبي المسقوف بخشب الدوم وارتفاع لا يتجاوز 2م وربما تكون استخدمت مستودعًا للقلعة، كما أنها ملاصقة لسور القلعة، أما الغرفة الثانية فتتميز أيضًا بصغر مساحتها، وبأنها مسقوفة وهي على شكل دكة مرتفعة اتصل سقفها بسقف القلعة نفسها.
وعلى يسار المدخل يوجد خزان مياه مكشوف، وفي الجهة المقابلة لمدخل السور توجد دكة مرتفعة قليلًا بعرض 2 و10م وطول 5.60م في جهتها الشرقية المدخلُ الرئيسي للقلعة، وفي الجهة المقابلة للمدخل درج يقود إلى غرفة مرتفعة تَهَدم سقفها، وربما كان من خلالها يصعد إلى السطح. ويلاحظ أن جدران السطح العلوي للقلعة؛ حيث يوجد بها فتحات.
أما السقف فبُنِيَ من قضبان الحديد وجريد النخيل، وقد تهدمت أجزاء منه خاصةً في الجهة الغربية، ويبدو أنه أجريت عليها تعديلات خصوصًا في جهتها الغربية، وكذلك خزان المياه، ولا يستبعد أنها استخدمت في فترة متأخرة؛ فيما تزينت رسومات زخارف الأعمدة الخشبية المتوازية التي تغطي سقف قاعة الجلوس بألوانها المعروفة من الفيروز والأزرق والأخضر والأصفر.