إسرائيل تقصف مستشفى بغزة.. والمجاعة تستفحل بين المدنيين

في ساعات الفجر الأولى اليوم (الأحد)، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، مما أدى إلى تدمير مبنى الجراحة ومحطة الأكسجين الخاصة بوحدات العناية المركزة. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا بشكل مباشر، لكنَّ طفلاً فارق الحياة أثناء عملية الإخلاء الفوضوية بسبب عدم توفر الرعاية الطبية العاجلة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وادعت قوات الاحتلال أن المستشفى كان يُستخدم كمركز قيادة لحركة حماس، وهو الاتهام الذي تكرر في سياق تبرير استهداف المنشآت المدنية. ومع ذلك، تؤكد مصادر محلية ودولية أن الإنذار المسبق لم يتجاوز 20 دقيقة، ما جعل عملية الإخلاء مستحيلة بشكل آمن. لقطات مصورة تظهر مدى الدمار الهائل، مع تحول أقسام حيوية في المستشفى إلى ركام محترق.
وأعلنت إسرائيل سيطرتها الكاملة على الممر الفاصل بين رفح وخانيونس، مما عزز قبضتها على أكثر من 50 % من أراضي القطاع، وهذه الخطوة تأتي ضمن خطة منهجية لإنشاء "منطقة عازلة" تمتد من الحدود المصرية حتى الساحل، مما يقطع أوصال غزة ويعمق أزمتها الإنسانية.
وأجبرت أوامر الإخلاء الإسرائيلية مئات الآلاف من سكان رفح على الفرار مرة أخرى، بعد أن تحولت المدينة إلى ملجأ أخير لنحو 1.4 مليون نازح. المشهد يتكرر : عائلات تائهة بين الخيام المكدسة وأنقاض المنازل، دون مأوى آمن أو إمدادات كافية للبقاء على قيد الحياة. بلدية رفح وصفَت الإجراءات الإسرائيلية بأنها جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
ومع تشديد الحصار على دخول الغذاء والوقود، تتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة يومًا بعد يوم. تقارير محلية تتحدث عن انتشار المجاعة بين الأطفال، بينما تتحول المستشفيات إلى مجرد مبانٍ خاوية من الأدوية والمعدات الأساسية. منظمات حقوقية تتهم إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الدمار، يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف المجزرة المستمرة. تصريحات إدانة بلا فعل، بينما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في طحن كل مظاهر الحياة في القطاع. السؤال الذي يفرض نفسه : إلى متى سيبقى العالم شاهدًا صامتًا على هذه المأساة؟