• !
لمياء عبدالله النفيعي

اليوم "آيسف" .. غدًا ماذا !

لمياء عبدالله النفيعي

 0  0  22500
لمياء عبدالله النفيعي
اختلف العالم اليوم عما مضى حيث بدأ الحراك وفك قيد الجمود والاهتمام الواسع باستشراف المستقبل، ويبدي اهتمامًا خاصًا بالدراسات والابتكارات ومجال البحوث العلمية والتقنية والهندسة والطبية وغيرها، حيث أخذت العولمة تفرض نفسها على حياتنا، وذلك باتساع الانتشار التقني مما أحدث تغيرات سريعة في مجالات الحياة المختلفة ومن أهمها مجال التربية والتعليم التي تتعامل مع الإنسان بصفته محور هذه العملية مما يتطلب إعادة نظر في عناصرها وإعادة هيكلتها والتخطيط لمستقبلها بشكل متكامل والاستثمار في مجال التربية ذات استثمار نافع لمستقبل الفرد والمجتمع والدولة وللعالم أجمع.

أن نهوض الأمم مرهونة بنهوض أبنائها وما يتوفر لديهم من من إبداع وابتكارات وتطوير وصناعة البيئة، وتوظيفها في امكانها المخصصة لها، وحل مشكلاتها ومواجهة التحديات التي تواجههم في المستقبل، وذلك عبر النهل من بحر المعرفة والعلم، لأن كلما ازداد الانتاج المعرفي كلما ظهر جيل يكون امتدادًا لمجتمعه ولأمته في المستقبل لأنه يملك القدرة على الابتكار والاستكشاف والتعامل مع التقنية ومجال المعلومات والبحوث والعلمية والطبية والهندسية وغيرها حيث يساهم في تحقيق تنمية شاملة وتحقق طموحات الوطن والمواطن فتتوجه إليهم الأنظار ويشار إليهم بالبنان وتخلد أسمائهم في كتب التاريخ، والدليل على مقدار تقدم الدول وتطورها بتعلم أبنائها ومستوى هذا التعليم وتطوره، من خلال هذا المقياس تسعى الدول جاهدة لوضع خطط تعليمية متكاملة تستهدف جميع الفئات العمرية وتبدأ بتطبيق تلك الخطط بعد أن توفر البنية التحتية للتعليم بإشراف هيئة تعليمية تربوية لأن التعليم من أهم أهدافها الاستراتيجية، لذا فالدول المتطورة والدول التي تريد الحراك وعدم الجمود تتحرك نحو الأمام لبناء مستقبل لها ولأبنائها لأن المعيار الحقيقي يُكمن في تعلم أبنائها وتسليحهم بسلاح العلم والمعرفة لينهضوا بأمتهم وجعلها في المتقدمة.

يبدأ نهوض الأبناء من الأسرة والمدرسة والدولة حيث لهم دور بارز في تنشئة جيل متعلم ومحب للعلم فالأسرة تهيء ابنائها وتشجعهم وتدعمهم وتحفزهم لتلقي العلم ورسخ في أذهانهم ماذا يصنعون في المستقبل أو يحققون من أهداف مستقبلية، والمعلم له دور مهم في تهذيب شخصية، وصقل موهبة الطالب، وإعداده للمستقبل، وتشجعيه، ومشاركة الأسرة بذلك لدعمه وتحفيزه، ودور الدولة يكون في اختيار الأنظمة التعليمية والاختيارات المنهجية المتقدمة في نوعية التعليم وطرق وأساليب نقله للطلبة بطرق مدروسة ومواكبة التطور التكنولوجي حيث تضمن تطور الدولة وتقدمها على المدى القريب والبعيد.

مثال على ذلك الإنجاز الوطني الذي أثلج صدر القيادة الرشيدة -حفظها الله- والوطن والمواطنين بكافة الأعمار وعم الفرح والفخر في مختلف إرجاء المملكة بمناسبة فوز الفريق السعودي للعلوم والهندسة في مسابقة "آنتل آسيف" الدولية المهتمة بمجال البحوث العلمية والهندسة التي تقام سنويًا حيث تستضيف 1700 مشارك من أكثر 1600 مدرسة ثانوية في أكثر من 60 دولة في العالم حيث حقق ممثلو مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله "موهبة" بحصد 21 جائزة تميز دولية وسط منافسة قوية من بين 85 دولة حول العالم، وهذا إنجاز وطني وتاريخي عظيم بفضل الله ثم بفضل دعم القيادة الرشيدة -حفظها الله- لأبناء الوطن الذي أثمر هذا التفرد والتميز ورسوخ اسم السعودية في الأذهان بين الدول المتقدمة للمسابقات الدولية.

هذا الانجاز الوطني تحقق بفضل الله ثم بفضل اهتمام وحرص ودعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- وتحقيق أهداف رؤية 2030 ، وجهود مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ،واهتمام وزراة التعليم بالموهبة والموهوبين ،وجهود مبذولة من قبل معلميهم، وتشجيع أسرهم لهم بإخراج جيل مثقف وواع ومبدع ومبتكر قادر على مواجهة التطورات المستقبلية ومعايشتها في ظل بيئة تكنولوجية تتسع رقعتها يومًا بعد يوم، وأن المملكة -حماها الله- حملت على أكتافها مسؤولية المسيرة التربوية والتعليمية وأنجزت الكثير من التقدم والتطور، وصنعت جيلاً متعلمًا والذي يعتبر الأساس القوي، والدعامة الأساسية في بناء الدولة وتطورها ونموها، كون التعليم ركيزة أساسية في بناء الإنسان.
بواسطة : لمياء عبدالله النفيعي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر