عندما تظهر لنا السماء بلونها الأزرق الصافي فإننا نشعر بالأمان للظروف المحيطة بنا، لأن ذلك اللون ما هو إلا انعكاس لحالة الأرض عند عبور ضوء الشمس لغلافها الجوي، فإذا الأرض صفت واستقرت تجلت سِماتها في سَمائها؛ وهذا ما ينشده العالم في وقتنا الحاضر حيث الحاجة لمجتمعات تكون القمة فيها آمنة وليست دموية، لطالما القمة تتسع للجميع.
على المستوى الاقتصادي تحديداً نجد أن استراتيجيات التنافسية المحلية والعالمية للوصول إلى تلك القمة هي أحد أهم المرتكزات التي تتطلب العناية بها، كون الأمن الاقتصادي من أهم المجالات تأثيراً في الأمن الإنساني؛ وأن بنائها يجب ان يتسق مع المتغيرات المتلاحقة على مر العصور لتحقيق غاياتها؛ فما كان صالح للقرن العشرين ليس بالضرورة أن يكون صالح للقرن الحادي والعشرين.
في سبعينيات القرن العشرين أطلق مايكل بورتر خبير الاقتصاد الأمريكي نموذج "القوى التنافسية الخمس" كإطار تحليلي يساعد بيئات العمل الداخلية للتنافسية مع البيئات الخارجية بما يتلاءم مع أوضاع السوق آنذاك شديد المنافسة، وكانت الاستراتيجية وفق خبراء الاقتصاد أشبه بالمحيط الأحمر الممتلئ بأسماك القرش التي تقاتل بدموية لالتهام النصيب الأكبر، وتمثلت تلك القوى وفق بورتر في (المنتجات والخدمات البديلة، المنافسون الجدد، حدة المنافسة من الخصوم، قوة المشتري على المساومة، قوة المورد على المساومة)؛
إلا أنه في ظل استمرارية التنافسية العالمية بشكل أوسع، ومع خضوع السوق للمتغيرات الديناميكية المعاصرة، كانت الحاجة لوجود استراتيجيات جديدة أكثر ملائمة لتلك المتغيرات ضرورة لضمان الأمن الانساني، ومن هنا انطلق الاقتصادي الكوري دبليو تشان كيم و أستاذة الاستراتيجية وإدارة الاعمال الأميركية رينيه ماوبورن في 2005 من القرن الحادي والعشرين باستراتيجية جديدة تتكيف وايقاع العالم المعاصر الذي ينشد الاستدامة لجميع المجالات؛ وسميت باستراتيجية المحيط الأزرق كتعبير مجازي للانتقال من المنافسة الدموية إلى التنافسية الآمنة؛ ارتكزت استراتيجية المحيط الأزرق على أربعة زوايا تتمثل في:
الإزالة وتعني: حصر العناصر التي لا تعني بالعميل ويمكن الاستغناء عنها.
التقليص ويعني: حصر العناصر التي لا تضيف قيمة للعميل ويمكن تقليصها.
التركيز ويعني: تحديد العناصر التي تتطلب التركيز عليها لتحسين مستوى الأداء وارضاء العميل.
الخلق والابتكار: إيجاد عناصر جديدة لم يسبق لها أحد من قبل لجذب العملاء.
ولو تأملنا الزوايا الأربعة لاستراتيجية المحيط الأزرق لوجدناها أكثر تركيزاً على رضا العملاء دون الحاجة إلى المنافسة، وهذا ما يتفق مع حاجة السوق المعاصرة التي تخضع لمستهلك أكثر وعي وانفتاح على العالم.
مسك الختام:
عالم الاقتصاد يكتظ بالاستراتيجيات المختلفة، وعلى قباطنة المحيطات الاقتصادية التحقق من مدى صلاحية أي منها لمحيط بيئته؛ فهل المحيط الأحمر لايزال صالح لاستمرارهم في سوق العالم الجديد؟ أو ينبغي عليهم الخروج للمحيط الأزرق بقدرة تنافسية آمنة لا تشترط المنافسة.
على المستوى الاقتصادي تحديداً نجد أن استراتيجيات التنافسية المحلية والعالمية للوصول إلى تلك القمة هي أحد أهم المرتكزات التي تتطلب العناية بها، كون الأمن الاقتصادي من أهم المجالات تأثيراً في الأمن الإنساني؛ وأن بنائها يجب ان يتسق مع المتغيرات المتلاحقة على مر العصور لتحقيق غاياتها؛ فما كان صالح للقرن العشرين ليس بالضرورة أن يكون صالح للقرن الحادي والعشرين.
في سبعينيات القرن العشرين أطلق مايكل بورتر خبير الاقتصاد الأمريكي نموذج "القوى التنافسية الخمس" كإطار تحليلي يساعد بيئات العمل الداخلية للتنافسية مع البيئات الخارجية بما يتلاءم مع أوضاع السوق آنذاك شديد المنافسة، وكانت الاستراتيجية وفق خبراء الاقتصاد أشبه بالمحيط الأحمر الممتلئ بأسماك القرش التي تقاتل بدموية لالتهام النصيب الأكبر، وتمثلت تلك القوى وفق بورتر في (المنتجات والخدمات البديلة، المنافسون الجدد، حدة المنافسة من الخصوم، قوة المشتري على المساومة، قوة المورد على المساومة)؛
إلا أنه في ظل استمرارية التنافسية العالمية بشكل أوسع، ومع خضوع السوق للمتغيرات الديناميكية المعاصرة، كانت الحاجة لوجود استراتيجيات جديدة أكثر ملائمة لتلك المتغيرات ضرورة لضمان الأمن الانساني، ومن هنا انطلق الاقتصادي الكوري دبليو تشان كيم و أستاذة الاستراتيجية وإدارة الاعمال الأميركية رينيه ماوبورن في 2005 من القرن الحادي والعشرين باستراتيجية جديدة تتكيف وايقاع العالم المعاصر الذي ينشد الاستدامة لجميع المجالات؛ وسميت باستراتيجية المحيط الأزرق كتعبير مجازي للانتقال من المنافسة الدموية إلى التنافسية الآمنة؛ ارتكزت استراتيجية المحيط الأزرق على أربعة زوايا تتمثل في:
الإزالة وتعني: حصر العناصر التي لا تعني بالعميل ويمكن الاستغناء عنها.
التقليص ويعني: حصر العناصر التي لا تضيف قيمة للعميل ويمكن تقليصها.
التركيز ويعني: تحديد العناصر التي تتطلب التركيز عليها لتحسين مستوى الأداء وارضاء العميل.
الخلق والابتكار: إيجاد عناصر جديدة لم يسبق لها أحد من قبل لجذب العملاء.
ولو تأملنا الزوايا الأربعة لاستراتيجية المحيط الأزرق لوجدناها أكثر تركيزاً على رضا العملاء دون الحاجة إلى المنافسة، وهذا ما يتفق مع حاجة السوق المعاصرة التي تخضع لمستهلك أكثر وعي وانفتاح على العالم.
مسك الختام:
عالم الاقتصاد يكتظ بالاستراتيجيات المختلفة، وعلى قباطنة المحيطات الاقتصادية التحقق من مدى صلاحية أي منها لمحيط بيئته؛ فهل المحيط الأحمر لايزال صالح لاستمرارهم في سوق العالم الجديد؟ أو ينبغي عليهم الخروج للمحيط الأزرق بقدرة تنافسية آمنة لا تشترط المنافسة.